التخطي إلى المحتوى الرئيسي

منتحر مفرط في الأنتحار

لقد سألوا قبلي أناس أسئلة من قبيل من نحن و ما الهدف و ما هو المصير و الخ الخ.. لكنهم كانو فقط يسألون دون مواجهة جديه مع الأجابة ربما لقصور في البحث او لخوف السائل عن ايجاد اجابة قد تزعزع صرحه و اخراجه عن كمونه. و وضعه أمام مواجهة مع انعكاس صورته في المرآة. و يضعه أمام حقيقة خالصة الا وهي انه مسؤول عن تغير واقعة اذا ما اضطر الى فعل ذلك.

من أنا..من أنت..من أنتم..من نحن؟
لن ابخس من قيمتك كما فعل الذين قبلي ولن انسف وجودك و اقول لك انك لست موجود. أو انك عبارة عن ذرات صغيرة متكدسة لكنها عن قرب تشكل منخل مشبك. بل ساقول لك انك تعتبر حشرة صغير اشبه بدعسوقة تمشي في اصغر مزرعة في القارة الأمريكية. يا صديقي انت تكاد لا تكون موجود اساساً.
أنت كائن مكون من عدة امزجة و خلطات طبيعية دبت فيه الحياة على غفلة و ظن انه اكبر شيء في الوجود. لكنه موجود في أصغر قربة موجود في اصغر بلد موجود في اصغر قطعة أرض تشكل قطعة من اصغر قارة تشكل جزء صغير من كوكب صغير يشكل نقطة متواجدة على حافة المجموعة الشمسية المتواجدة على هامش المجرة التي تشكل 1 بالمليارات من المجرات المكتشفة و ضعفهم ربما بالجزء المظلم من الكون الغير ماهول الذي يعتير لا متناهي في التوسع. فلعلي كنت كريم معك عندما قلت أنك تشكل دعسوقة في مزرعة. ما رايك ان تكون الدعسوقة في هذا الكون؟!
بالرغم من كل هذا فأننا نظن انني مركز الكون .
نعم دون شك الانسان كائن معقد البنية و ينم عن تصميم ذكي و حبكة ما. لكن وما الفائدة؟ كان معقد البنية لكنه أجوف. فارغ من الاسباب. يمشي هائم على وجهة, يرفض الأنصياع لنفسه حتى و يرفض مواجهة نفسه. ومن فرط ما هو ابله يكذب على نفسه و بعدها يصدق الكذبة و ضميره مرتاح. كمن يعانق نفسه و يصدق أنه محبوب. هل واجهة نفسك يوماً؟ حقاً واجهتها دون خوف؟ واجهتها دون تصنع؟ هل واجهتها و وجدتها ترتجف من الحقيقة التي تحاول شق صدرك والخروج وانت تمنعها؟! هل وقفت أمام المرآة يوماً و قلت لنفسك وبكل صراحة و تلقائية, هذا انا و هذا ما اريد؟!-سؤال لوجودك- أذا افعلها و ستكتشف أنك كنت ابله و ها أنت الان تتحول من دودة الى شرنقة وثم فراشة و انطلقت.
ما الهدف ولأين المسير؟
يؤسفني أن اخبرك بأنك بلا هدف ولا مصير. ماذا؟ انت تملك هدف و تعرف اي يقودك مصيرك؟ نعم؟ حسناً.
أنت تولد كطفل عبثي لا يعرف شيء, صفحة بيضاء و المجتمع يملائه. تنمو و تتعلم و تلعب دون هدف فقط تلعب و تركض ولماذا تركض لأنك سعيد و لماذا سعيد لأن الغداء اليوم بطاطا مقلية . لكنك ستدخل الى الحمام من بعدها و سينتهي كل شيء. فما الفائدة من الركض و الفرح و البطاطا اذا انه في النهاية لا شيء يذكر. ماذا ستقدم لك تلك السعادة؟ مخدر نعم ستقدم لك مخدر. فالتعترف السعادة تشكل لك مخدر لتقنع نفسك الفارغة أنك سعيد و ان الحياة جميلة و مشرقة. تدعس على ألامك الحقيقية لتحصل على سعادة زائلة.
أنت كالكلب أو القط تركض خلف ضوء لكن اذا حصلت عليه لا تعرف ماذا تفعل به أنت فقط تركض خلفه. كذلك بالنسبة لك انت تنمو و تكبر و تتعلم و تتخرج و تتزوج و تصبح كهلاً و تموت و لا شيء يذكر. كل من أنجز ابتكارات و أختراعات ماتوا! اسمهم تخلد نعم لكن اسمهم لن يعيدهم الى الحياة. ماذا سينفع اديسون ان تقول أنه أخترع الهاتف مثلاً؟ لن يفيده هذا ابداً. المسكين امضى حياته يختبر و يخترع وفي النهاية مات و دفن و انتهى كل شيء. اخترع 1000 اختراع صدقاً. لكن ولا أختراع منهم استطاع أن يمنعه من الموت.
هل هدف هذا المخترع هو أن يفيد البشرية؟ لكن عندما مات هل البشرية استطاعت أن تمنع هذا و ان تفيده بالمقابل؟ لا. لقد مات ولا هو لم يفعل شيء لنفسه اساساً.
سؤال الى ذلك الطموح. هل تطمح للشهرة؟ المجد؟ البريق؟ النفوذ؟ السمو؟ الثراء؟ نعم؟؟ فالنختبر طموحك.
تعلمت 20 سنة و تعلمت اشياء لا تحبها اصلاً. اخذت شهادات و علقتها على الحائط ظناً منك أنك فعلت شيء. تزوجت من أمرأة و رميت فيها من سائلك المنوي الذي يحوي ملايين النطف و بشكل عبثي عشوائي يبرز واحداً منهم الى أرض المعركة ليصير كائن. تمضي ايامك تعمل 8 ساعات يومياً و تتقلد فيهم السعادة مع انك لا تملكها لكي تأكل و تطعم العائلة التي لن تفيدك عندما تموت.  عندما تصبح عجوز عاجز تجلس على كرسي مدولب مصاب بالخرف. كل ما انجزته في حياتك لن يفيدك في شيء حينها.
تسعى في حياتك و ترتقي في سلم الرتب و النجاحات و تسعد نعم نعم تشعر بالسعادة. لكن متى ينتهي طموحك؟ اخذت الشهادات, عملت لسنوات و ارتقيت ارفع المناصب تزوجت و أنجبت أولاد و تمتلك زوجة رائعة. تمتلك منزل فخم و سيارة جميلة. لكن ماذا بعد ذلك؟؟ سؤال لوجودك؟ ماذا بعد  ذلك؟ هل انت فقط تصعد المراتب؟ حسناً هل وصلت للقمة الأن وانت سعيد! حسناً الأن عليك أن تهبط من جديد. كل تلك المسافة التى قطعتها صعوداً ستهبطها الأن. وعندما تهبط و تصل للقعر ساسألك, الأن ها قد عدت للقعر و ماذا الأن؟ لا شيء!
انت فقط تصعد و تصعد لكن الى متى سيستمر هذا الصعود؟ الى ان تموت؟ و نحن نكره الموت لأنه عدو كل شيء.
انت منذ ان تولد حتى تموت فقط تركض وراء ضوء سيختفي عاجلاً او أجلاً. و تجد نفسك في مكان مظلم و خالي من أي شيء.
ضع أهدافك وأمضي خلفها لكن اسأل نفسك ماذا بعد؟ بعد ان أحقق كل ما اتمناه ماذا بعد؟
حكمة هندية تقول, مر أنسان على أفعى و اسد و غزال..سألهم ماذا هنا و ماذا هناك.. و اسئلة عن الأاشياء من حوله. وعندما رحل قالت الافعى بالرغم من أننا أعطيناه أجوبة على أسئلته لكني رأيت تجوف فيه لم تسده معرفة ما. لعله سيأخذ كل ما في الارض و سيعود ليسأل ماذا يوجد في السماء.
نحن ومن كثرة فضولنا أكتشفنا الأرض كلها و الأن نغزوا الفضاء لكن ماذا بعد؟ لنقول أننا غزونا الفضاء الواسع و ماذا بعد؟ لا شيء نموت انتهينا.
نحن نسير في دائرة نمطية مغلقة بطريقة فظيعة حتى أن الأله قد أغلقها و ضاع المفتاح. فنحن محكومون بالعيش ضمن هذه الدائرة. و لأننا نعيش كلنا ككائنات معاً و سنتعفن معاً فكل ما علنا فعله شيئان أو أن نستسلم و نكون وجبة طعام او أن نأكل احدهم. في هذه الحياة اذا لم تأكل احدهم فأحدهم سيأكلك. لن تقفوا متفرجين على لحوم بعضكم. كفانا تقيء أنسانية و لطف! لن تأخذ أجركم من هذا الفعل الدنيء. بل أن كانت حياتك عبثية و بلا معنى و فارغة دون هدف و حقيرة لذلك الحدة فل تزيدها سوء و تكون شبيه الأسوياء جنسياً يكتفون بالحب و الرومنسية في حياتهم من طرف واحد . بل كن مثل المخنثين تحصل على ما تريد بكلا الطريقتين.( تأكل الأخضر واليابس).
فالتعلم أنك تمضي في دائرة سكانها غرباء. سلوكهم غريب. وجوههم غير مألوفة. تظن أنك تعرفهم لكنك لا تعرفهم. أنهم فقط سعداء مجبورون على السعادة لأنهم ان لم يكونوا سعداء سيغيم عليهم الحزن و الحزن مكروه بينهم و منبوذ لأنه وفي. وسكان الدائرة يمقتون كل وفي لأنه حقيقي. فالتعلم لا أصدقاء لك هنا ولا أحباء. حالما تموت سيأكلونك بحجة أنك كنت وفي. فكل منهم سيدعي حينها صداقتك لكي ينال نصيباً من سمعتك مغمسة بالقليل من صلصة دمك.
في وقت الحقيقة أمك لن تدافع عنك فقد ملت من الأدعاء أنها مصدر الحنان, بالنسبة ألها أصبح الموضوع ممل و مبتزل عند أحقاقا الحق أهلك او من سيهلكونك. كل هذه الحنية و المحبة و المراعات و التقيد نابعة من حفظ ماء الوجه أمام المجتمع. فلا تصدق.
لا تصدق أن صديقك معك لأنه يحبك انه معك لأنه يشعر هو أيضاً بالملل و الجوع الوجودي. لكنه سينتظرك حتى تكون الدليل االى الطريق نحو ملء الفراغ و عندما تدير ظهرك سيكون له شرف أن يرميك برمح لكي تمزقك و يتسلى قليلاً. فأنت في دائرة جميع من فيها يبحث عن ملىء للفراغات. والسلاح هو الابتسامات و العناقات والكرم. فلا هدف لحاتهم ولا لحياتك ولا لحاتي أننا ندور فقط.
ألهك يوماً ما سيمل من كل هذا و سيتقاعد و يرمي اللعنة على الجميع و يختفي و أنتهينا.
وما الحل؟
ألم تمل من كونك متديناً مطيعاً تسكع و تركع يومياً؟ الم تمل من قرأة الأادعية و التزلف للسيد الأعلى؟ الم تمل من كونك اللطيف و العطيف و الرفيق و الضعيف؟ الم تمل يوماً من كونك الشاب و الرجل المسؤول؟ الم تمل من كونك تحمل انت القضيب و عليك تقع مسؤولية الفعل الجنسي؟ ألم تمل يوماً من الأستمناء سراً؟ ألم تمل يوماً من عدم البكاء. ألم تمل يوماً من كونك كلب تركض خلف ضوء سيارة اذا حصلت عليه لا تعرف ماذا تفعل به؟ الم تمل من حياتك التى أصبحت دون معنى, لا عمل يشفي الغليل و لا مال يرضي الضمير و لا حب موجود ولا اصدقاء حقيقيون ولا وجوه حقيقية ولا طريق سهل و وسيلة للسعادة و لا وجود للفرح و لا عودة من الغربة الذاتية ولا صور واضحة لأي شيء و لا وجود أساساً لشيء. ألم تمل من عبثيتك في الحياة وانت لا تعرف أن كان هناك نهاية لكل هذه اللعبة العجيبة؟ الم تمل من الانتظار؟ أليس الاجدر بك ان تكون صاحب القرار و ترحل, أو انك خائف؟ سؤال لوجودك.
ألم تملِ من كونك خجولة و مكسورة الجناح؟ ألم تملي من كونك محجبة و مستحقرة في مجتمع يرى فيكي عورة و فرج يجب غزوه؟ ألم تملي من كونك  مرتبطة بأي شي بكل شيء؟ ألم تملي من سماع صوتك يومياً؟ ألم تملي من صدرك و وراكك و سريرك و أغراضك؟ ألم تملكي من مكياجك اليومي و كرسي حمامك؟ ألم تملي من النظر الى نفسك في المرآة يومياً و انت تظنين أنك سعيدة وان ما بالمرآة هو حقاً أنت ليس نسخة معدلة من كنتكِ الجقيقية .
ألم تملي من كونك لستي صاحبة القرار النهائي. ألم تملي حقاً من أنه عليك الأنتظار بينما الباقيين يمرون من جانبك؟ ألم تملي من كل شيء غير مفهوم ولن يكون .؟ اليس الاجد بكٍ أن تكوني صاحبة القرار و ترحلي؟ سؤال لوجودكِ.
الأنتحار.. نعم. قرار نهائي. جميل و راقي. قرار ينهي مشوار عبثي غير مكلف. قرار يضع نقطة نهاية لقصة كاتبها ترك الشخصيات وحيدة و تقاعد. فما على الشخصيات ألا أن ينتهوا تلك القصة بأي طريقة. وان انتهت بالنهاية السعيدة او التعيسة فلا فرق! فعلى كلا الحالتين أنتهت ولن يذكر احد هذه القصة.
لن يذكرك أحد. اسمع! ستموت..ستموت الأن أو لاحقاً ولن يرثيك احد بصدق. لقد قلت لك ينتظرونك لتموت ليقولوا أنك كنت وفي و ها قد مات الوفي و لأنك وفي فعليهم أكلك ليأخذو قليلاً من وفائك.
لن تشكل فرق على دوران الارض و لا على ظهور النجوم و أنفجارها. لن تشكل فرق على دورة حياة الكائنات. فيك و بلك الحياة تسير. من قال أن وجودك جيد؟ لربما كنت عقبة في طريق غيرك! ربما بعد موتك الحياة ستير أفضل. بعد موتك ربما سيتزوج والدك لأنه كان يخجل من فعل ذلك بوجودك. وربما تتزوج والدتك لأنها اخجل ايضاً. لربما بعد موتك ستحقق حلم أخوك او أختك التي تشترك مع في الغرفة بأمتلك الغرفة لوحدها..لا تكن عاطفياً و ساذج لن تشكل فرق على احد بل ربما ستسهل سير الحياة لدى المحيطين بك.

الأنتحار قرار شجاع. أن لا تنتظر من الله طردك بل تقول له أنا أستقيل. لذلك الانتحار حرام لأنه حينها تكون قد غلبت الله في لعبته.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النيتشوية...فلسفة لغير زمانها - محمد الأمين

يقول ميشيل فوكو، ثلاثة استط ا عوا تدشين النقد الجذري للحداثة في الغرب وهم: ماركس نيتشه وفرويد. لربما جميعنا نعلم  مدى تأثير فلسفة ماركس الإجتماعية و الإقتصادية على العالم أجمع فمن تحت عباءة ماركس خرجت الإشتراكيّة و ديكتاتورية البروليتارية و هيّئت لبلوغ المجتمع مرحلة الشيوعية التي طالت قارات العالم . كما أن فرويد هو الرائد في إخراج الإنسان من مركزيّته في العالم و زعزعة مكانته بين الكائنات الأخرى إذ أنه سلخ عنه صفة الصفوة ليجعل منه منقاد للغرائز و الرغبات فبذلك يكون قد حطم أوهام الإنسان و أنزله عن العرش .  أما نيتشه و هو موضوع حديثنا، فهو فقيه اللغة الأكثر شهرة وسط المجتمع الفلسفي للذاعة أسلوبه بوصف الفلاسفة وعدائه مع المسيحية و أخلاقها. فبعدما وجه كانط نقد للعقل، و ماركس نقد للرأسمالية و فرويد نقداً للوعي، جاء نيتشه آخذا على عاتقه تحطيم الأوثان الأخلاقية  الضعيفة و نقدها من جذورها و استبدال الألواح القديمة بالألواح الجديدة بضربة المطرقة. معلنًا قيام مملكة الأرض والوفاء للأرض مبشّرًا بالإنسان الأعلى، النّسخة الجبّارة من الإنسان الحاليّ. فبرأي نيتشه ما الأنسان الا شيء...

لماذا لستُ ملحداً ولا مؤمناً؟

المقدمة لماذا لستُ ملحداً؟ سؤال يتطرق إلى دماغي اللطيف من وقت لأخر. لماذا وانا احمل المقومات لأكون ملحداً ومن أسئلة وحجج و براهين فلسفية. لماذا أن متدين؟ لأني لم أجد الألحاد مغري من حيث المقام و النوع. وأن الأيمان يوصل إلى الإجابة عن الأسئلة. والإيمان  يملك الحجج على الحجج و البراهين الفلسفية المناسبة. في هذا المقال او الكُتيب الصغير أحاول ان أفكر بصوت عالٍ معكم و أن أحاول بأفكار مشوشه متواضعة أن افصل القش عن الحّب, في مواضيع و مواضع مختلفة من الموضوع قيد البحث. لا أدعاء منِ للمعرفة ولا العلم المطلق بأي موضوع من هذه المواضيع. انني فقط احاول نفخ الغبار عن قضايا ومفاهيم قد غطاها الزمن بحروبه و سياسياته. وسأحاول أن اظهر وجه نظر الملحد تجاه الأيمان بـ « الدين» و المتدينين, و وجهة نظر المتدين تجاه « الألحاد» و الملحدين. ولكي نعرف من هو الملحد و المتدين علينا ان نعرف من الملحد و من المتدين اولاً, وما هو الدين, وماذا لو  كنت متدين او ماذا لو كنت ملحداً. فلتسأل نفسك. ماذا لو كنت الخصم؟ اكتب هذا ايماناً مني بأن مثل هذا الموضوع كفيل ان يفتح الأبواب لأمور حياتية نعيشها جميعاً و...
في آخر جلسة لي لدى المعالج فاجأني بسؤال سبقه صمت مخيف و نفس عميق و إشعال لغليونه و قال.. كيف ستكون النهاية يا عزيزي..نهاية آلامك..و تنفس الصعداء.  النهاية! حتما ستكون سعيدة. هل تظن أن أحدا سيعرف الفرق؟! لا تخدع نفسك لن يشعر بغيابك حقا احد. ولن تؤثر بأحد. موتك سيكون كموت قطرة ماء إرتطمت بالارض أحدثت ضجة و اندثرت ولن يسأل احد، " أين ذهبت تلك القطرة". فالنستيقظ من سباتنا الدوغمائي و ننظر لما مر من حياتنا البشرية.  ان البشر كائنات سافلة متطاولة. ففي عصر الالهة كانوا يمقتونها و يتطاولون عليها و في عصر الملوك اشعلوا ثورات عليهم و في عصر التطور و الثورة الصناعية أصبحوا يتطاولون على الطبيعة. يا لسخافتنا المستدلة و المشدودة خلفنا. هل تعلم..عندما اموت لن يشعر احد بموتي لست شخص ذو قيمة. لا ! لست ذو قيمة. سأنتظر ذلك اليوم الذي ساموت فيه. سأكون مستعدا ولربما اشتري بدلة جديدة من الكتان و ربطة عنق من الساتان. و اشتري حذاء ذو كعب بني اللون. سأمشط شعري بشكل جميل و ربما أضع موسيقى هادئة و أطفئ الاضواء و الضوء فوق راسي. سأغلق الابواب و النوافذ و اكتب اسطري الاخيرة. قررت ان اشتري بوكيه ورد ا...