التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لماذا لستُ ملحداً ولا مؤمناً؟

المقدمة


لماذا لستُ ملحداً؟ سؤال يتطرق إلى دماغي اللطيف من وقت لأخر. لماذا وانا احمل المقومات لأكون ملحداً ومن أسئلة وحجج و براهين فلسفية.
لماذا أن متدين؟ لأني لم أجد الألحاد مغري من حيث المقام و النوع. وأن الأيمان يوصل إلى الإجابة عن الأسئلة. والإيمان  يملك الحجج على الحجج و البراهين الفلسفية المناسبة.
في هذا المقال او الكُتيب الصغير أحاول ان أفكر بصوت عالٍ معكم و أن أحاول بأفكار مشوشه متواضعة أن افصل القش عن الحّب, في مواضيع و مواضع مختلفة من الموضوع قيد البحث.
لا أدعاء منِ للمعرفة ولا العلم المطلق بأي موضوع من هذه المواضيع. انني فقط احاول نفخ الغبار عن قضايا ومفاهيم قد غطاها الزمن بحروبه و سياسياته.
وسأحاول أن اظهر وجه نظر الملحد تجاه الأيمان بـ « الدين» و المتدينين, و وجهة نظر المتدين تجاه « الألحاد» و الملحدين.
ولكي نعرف من هو الملحد و المتدين علينا ان نعرف من الملحد و من المتدين اولاً, وما هو الدين, وماذا لو  كنت متدين او ماذا لو كنت ملحداً. فلتسأل نفسك. ماذا لو كنت الخصم؟
اكتب هذا ايماناً مني بأن مثل هذا الموضوع كفيل ان يفتح الأبواب لأمور حياتية نعيشها جميعاً ونتشاركها متدينين و ملحدين. و ان هذا الموضوع قيد النقاش يطال حياتنا اليومية و معتقداتنا الدينية و الألحادية.
ايماناً مني ايضاً بأننا نتشارك القاعدة الأساسية لكن كل منَ إختار أن يبني بنائه على شكل معين معتبر ان بنائه هو الأجمل و الأصح هندسياً. لكن في النهاية المبنيين قابلين للسكن من وجه نظر صاحبهما. الحقيقة تأتي عندما يمر الزمن على هذا البناء فأما ان يثبت ان صاحبه مهندس محترف و يبقى صلب شامخ, او يسقط و يثبت أن صاحبه  مدعي الهندسة و مزيف.
انا هنا لن أتحدث الا ما أعتقد, رافعاً عن نفسي مسؤولية أقتناعك او عدمه, غير مسؤول عن ما تظنه بي او تعتقده عني. ولتعلم انني لست بنبي وهذا الكتاب غير سماوي و أنك ستحاسب على عقلك وما تتخذ من قرار تجاه كل ما تقرأ. سأكون صريح معك أنت الأن سقطت في شباك اثبات العكس و انا اقمت عليك الحجة لأثبات معتقدك. فبعد الكتاب انت مطالب أمام نفسك وأمام الله ان تكون متيقن من ادراكك لهذه الأمور ان كانت صحيحة او لا. لأنه برأي اذا ظننت انك على صواب بمعتقدك وقررت ان لا تفكر و تتعب نفسك, فأنا ابشرك بأن عدم تفكيرك عليه حساب ايضاً يا أولو الألباب. وحينها ستظهر بأنك مؤمن مزيف تخاف اكتشاف ما هو جديد.
نصيحتي لك عزيزي القاريء, اقرأ بموضوعية وأن وجدت نفسك ستقرأ هذه المقالة بتحيز لدينك او معتقدك فلا تتعب نفسك و تسم بدك بقرأتها. لأنها ربما و أتمنى ان تخالف رأيك و ان تشعرك بالرعب و القلق الوجودي. لأنها حينها تكون تفعل فعلها بصرحك الايماني الغابر البائد.
ان محتوى هذا الكتاب هو محتوى متنوع, و مقالات متنوعة لمواضيع متنوعة. لا أعتمد منهج معين فقد تجده فلسفي بأمتياز وأتعمد فيه استخدام منطقي الخاص و تحليلي للأمور دون المساس بشكل مباشر مع أي تفسير أخر من احد العلماء. فالأجدر بك أن تسمي هذا المقال ب « وجهة نظر شاب» فما أقوله يحتمل الصواب و الخطأ على نسبيتهما و بحسب تعريفك لهما. وكل ما يصدر عني فهو يمثلني لا مجال للتعميم هنا. فلا اعتقد كل المتدينين يعتقدون بما اعتقد على الأغلاب لا يفعلون. ولا كل الملحدين يوافوني على كلامي. لذلك ليكن خلاصة قناعاتي للأن وحتى يثبت لي العكس والبينه على من أدعى.
عزيزي, اتمنى لك رحلة وجودية سليمة عقليان و نفسياً على متن خطوطي الفكرية. سألاً الله ان يديم عليكم حسن التعقل. والسلام عليكم.

ما هو الدين ؟

عندما اريد أن اصف دين معين من الأيان علي اولاً الأخذ بالأعتبار  عن اي دين اتكلم. فالعالم مليء بالأديان, الأديان السماوية, الأديان الوضعية التي تنقسم بدورها إلى سحرية و طبيعية  وغيرها. 
ولكن بإعتقادي أن الدين كفكرة أولية جاء او ابتدع للأجابة على الأسئلة الوجودية و الأسباب. و جاء لوضع قوانين و حدود للمجتمع البشري. حاله كحال انون بلد ما, وضع لتأمين الراحة للمواطنين و تأمين الحرية. و حماية الوطن من الأعتداءت الخارجية. فمن احترم القانون أمن ومن تجاهله و تخلف عنه عوقب. وفي حال الدين والاديان الشكل نفسه بخلاف ان الأديان اتفقوا على اهمية القانون والمحكمة لكن اختلفوا على الحكم والحاكم. وهذا الأختلاف كان نتيجة تأثيرهم بالمحيط وتأثرهم به.
في البدء حدث شيء, اخرج الوجود من العدم.  سميها ما شئت. لكني سأسميه الأنفجار الكبير the big bang . منذ الأنفجار الكبير و تشكل الكوكب و وجود الانسان عليه, وجد الأنسان على شكل بدائي لا يعلم شيئاً من الوجود سوى غريزته المحركة متسلحاً بإرادة البقاء. باحثاً عن اللذه بشكل عبثي دون علم منه كيف تسير الأمور. 
وكما يقول ابن خلدون في مقدمته , « الانسان كائن إجتماعي « أذ انه لا يعرف العيش وحيداً. اولاً لأنه يحتاج فطرياً الى الأمان و تجنب الخطر. و ثانياً , لأصتياد الحيوانات و تأمين الطعام.  لذلك كانت الكائنات البشرية تعيش في قبائل و مجموعات مع بعضها. تسيطر عليهم الوحشية البدائية. وهو تعبير قد تنفر منه لكنه الانسب لوصف الحال كما اظن. لأن في زمان الأنسان البدائي كما نسميه, كان تغلب عليه تلبية الغرائز دون رادع طبيعي او قانون يقول له لا تفعل. لذلك تجده يأكل بنهم و يقطع الحيونات دون رحمه . تسيطر عليه الغيره وحب الذات ايضاً. ويسعفنا التحليل النفسي بأن نقول بأنه قد غلبت عليه الهو (1) . فعندما كان يريد ان يأكل كان يأكل دون اكتراث لشيء, لا ماذا يأكل ولا كم يأكل. وعندما كان يريد النكاح لا يهمه من ينكح او كيف ينكح و تعددت الأساليب في زمانهم.  المهم انه وسط الوحوش البشرية و البهيمية هو يصارع من أجل البقاء. و بقانون الغابة الذي يعتبر فوق القانون و عكسه.
الحالين القضية صعبة علينا للتوازن معها لكن هو, لم تكن تشكل له اي مشكله. اساساً لم يكن يعرفها.  فاذا جاع زبح 
ان الغريزة هي نار تتأجج داخل الأنسان اذا كبحتموها تجمعت و زادت و أذا اطعمتموها زادت تأججاً.  وفي كلا
حيواناً او انساناً بحسب الظروف. واذا اراد النكاح نحك اخته او أمه او زوجة صديقه من يعلم.
وفق هذه الحياة التي نعتبرها من نظن انفسناً متحضرين انها همجيه, كان لا بد من قانون يضع حداً للصراعات بين القبائل على الطعام و الشراب و الزواج ... لكن كان السؤال كيف؟ 
كيف .. وسط كل هذه الهمجيه والقبلية كان الأنسان يشعر في داخله بالحاجة لميسر للقبيلة. لزعيم كبير. زعيم أعلم منهم. زعيم يرشدهم الى الأمان و يساعدهم في تنظيم سياسيات القبيلة. كان يشعر داخله بأنه بحاجه إلى شخص يحمل عنه مسؤولية اي شيء. و يدله على الوجهة. كالقطيع اذا ما فقد منه القائد تشرد و ضاع. و تزامن هذا مع الاسئلة الفطرية حول الوجود و الماذات التي تطرح عادتاً. وربما وجد الأنسان في شخص الزعيم قائد بإمكانه الإجابة عن الأسئلة. وحبذه لو كان هذا الزعيم صاحب ذكاء خرافي واسع او ذكاء قيادي. 
 وهو اجتماعياً, الأنسان بحاجة لمن يرشده. دائماً كان لدى الانسان ذلك الشعور بانه يحتاج احد يسانده. وقد سماها فرويد بغريزة القطعنة,(1) ونلحظ ذلك عند قلق الأنسان السوي عندما يجلس لوحده. يشعر حينها بالضيق لكن لو جلس معه أحد سيتلاشى الشعور بالضيق و يستأتس.
لكن مع مرور العصور و تعاقب الحضارات و تغير الطبيعة اكتشف الأنسن انا هذا الزعيم لا يروي من العطش. وما هو إلا كائن من لحم و عظم يموت و يحيا. و أزدادت فطرة الانسان اشتعالاُ و شوقاً لمعرفة الهدف من وجوده. ومن هو المسؤول عن هذه الارض التي يسكن عليها.فأصتدم بعوامل الطبيعة من تغيرات مناخية و زلازل و أعاصير و تعاقب لفصول السنة و الشمس و القمر والنجوم.. كلها اشياء كانت تأتي مصاحبه لتغير ما. كزوال الشمس يعقبها ظهور القمر والطلام بعد النور. نبات الأشجار و الثمار بعد المطر. انصهار البراكين يؤدي للموت . الزلازل والأعاصير تدمر مكان العيش... كل هذا الأمور دفع الأنسان لأعتبارها خوارق للطبيعة و تبجيلها. معتبرها مستقلة الأرادة ويمكن استرضائها و استعطافها. و تأليهها لاحقاً. لتصبح جزء من عقيدته الدينية 
الأولى. فكانت كل من ظواهر الطبيعة ألهة. و الحيونات التي تعود بالنفع على الانسان ألهة,مثل البقرة لدى الديانة الهندوسية وكما كان يقول غاندي, « ان البقرة رمز للعطاء فهي و حيه كانت تعطينا الحليب لنشرب و عندما تموت تعطينا جلدها و لحمها و قرونها» و يضيف. انها بمثابة الالهة والأم لنا. طبعاً الهندوسية تملك الكثير من الألهة بعدد عوامل الطبيعة والحيوانات. 
على كل الأحوال, لقرون ظلت فكرة تأليه الطبيعيات بجانب الخضوع للزعيم الذي بدوره سخر هذه الطبيعيات و استلم زمام أمورها فأصبح المتصل الوحيد معها و المتحدث الرسمي عنها. كان لا بد كما ذكرت من وجود قائد لينظم القوانين القبلية. و من الطبيعي وجود هذا الشخص الحكيم لكن ما ليس بطبيعي ان يصبح الزعيم لاحقاً طوطم. 
والطوطم هو أله على شكل أنسان, حيوان, نبات مصنوع من خشب او حجر و يعبد ويقدم له القرابين.  الأسطورة الفرويدية-الداروينية (1) تقول, « انه كان هناك الاب الأعظم, زعيم القبيلة في احد الغابات وكان يحصل على كل نساء القبيلة و يناكحهم كلهم ومنهم ايضاً بناته و يحصل على الطعام و الشراب كما يحلو له. فأتفق اولاده ان يقتلوه وهو نائم. و فعلاً قتلوه و بعدها اصابتهم عقدة الذنب لأنهم قتلوه و أخذ ضميرهم يؤنبهم. فتعاهدوا ان لا يقربوا نساء القبيلة من المحارم ( الام و الأخت وكل صلة الدم) و ان يتزوجوا من خارج القبيلة. هذا يعتقد بالميثولوجيا كانت السبب في الأمتناع عن العلاقات المحرمية. و ايضاً كان يقدمون له القرابين استرضاءً لنفسه التي تجول في الأرجاء. وهو الذي مات ضحيه. فكانو يشربون ويقيمون مذبح له و يأخذون بالأنشاد وهم يأكلون. والقربان عليه ان لا يكون من الطواطم القبائلية. وهكذا يكون الطوطم قد افتدى بنفسه من اجل الأولاد و انقلب ذبيحة و يقدم له القرابين على المذبح. واللبيب من الأشارة يفهم.
ظل الانسان على هذا الحال مع أللهته الطبيعية والطواطم حتى أخذت كل ديانه لاحقاً تصنع طريقها و ألهتها بحسب معتقداتها و التغيرات الديموغرافية من استعمارات و هجرة مثل الهند عند دخول الطورانييون و الأرييون عليها ونشر دياناتهم في الهند وهجرة الهندوس الاصليين الى الغابات. مما جعل من الهند البلد صاحبة ال 30 الف أله. والغزوات التبشيرية  للأديان السماوية. لكن ظل الدين الهندوسي هو الطاغي في الهند وهو دين اله الخلق ( براهما) و أله الحماية ( فيشنوا) و أله المهلك ( شيفا). وهذا ما اختصروه من ال 30 ألف أله. لكنهم يعتبرون الاساس أما الباقيين فأنهم ايضاً اصحاب كرامات و يتقربون بهم. وهنا ايضاًَ جاء الدين ليسن قوانين و ينظم الحياة الهندية فقسم الدين المجتمع الهندوسي إلى طبقات ( طبقة كهنة) و ( طبقة تجار و الملوك) و ( طبقة محاربين) و طبقة ( فلاحين ). ولكل طبقة مميزاتها . لكن كان للكهنة السلطة الاكبر مما دفعهم للتعدي على الحقوق فبزخ النور للديانة الجينية التي كانت ضد التسلط الكهني في الهند و عملت هذه الديانة على التقشف و الحياة السلمية وكانت اقرب الالحاد. لأنها لا تؤمن بالألهة بالرغم من التقرب من الألهة الأخرى للهندوسية.
بعدها جاءت البوذية. كديانة وليدة الجينية و تسير على خطاها لأنها ايضاً صنعت لنفسها طريق و فلسفة حياتية خاصة على يد المتنور بوذا. الذي نص على ثمانية طرق للحياة النقية. بعدما شاهد الألم و الموت و الفناء.
بعد البوذية تعاقبت الأديان السماوية واولها اليهودية كدين سماوي مبشر من الله على يد موسىةالذي وقف ضد فرعون. واخرج العباريين بني اسرائيل نسبتاً لأسرائيل ( يعقوب ) خارج مصر بعدما لحق فرعونةوجنوده موسى حتى حال بينهم البحر فحصلت احد المعجزات وهي انه شق موسى البحر بعصاه و عبر مع بني اسرائيل. وعندما لحق فرعون بهم هبط البحر مغرق كل الكافرين بدين موسى. واخذ موسى القوم متجهاً الى ارض كنعان. فلسطين اليوم. حين اوحي اليه ان يتسلق طور سناء ليحدث الرب. فأستودع موسى القوم مع اخيه وقال لهم اياكم و النكوس بالوعد وانتظروني. وهما بصعود الجبل و تكلم معه الرب عبر شجرة بصوت لا يمكن تخيله ابداً. لانه ربما ليس صوت مثلما نعرف الاصوات. و انزل عليه الرب الواح التوراة فيها الوصايا العشر. وصايا بني اسرائيل. في هذا الحين كان هناك رجل يدعى السامري اغوى بني اسرائيل لعبادة العجل. فغضب موسى عليهم وغضب الله عليهم وتركهم في صحراء سيناء تآهين. و اصبحوا شعوب مشردة فمنهم من عاد لمصر ومنهم من ذهب لفلسطين والاردن وظلوا يعتبرون القوم الذي نكث عهد الله بعد ميثاقه اذا كانو شعب الله المختار. واتخذوا الهة اخرين من دون الله. بعد اليهودية جأت المسيحية على يد نبي الله عيس الذي ولد من سيدة عذراء و تكلم في المهد. و عاش راعي للأغنام و نجار. يوعظ الناس في كل حين . يحي الموتى و يشفي المرضى بإذن الله. رسول الرحمة. رسول من ضربك على الايمن ادر له الايسر.  وبأعتقاد المسيحين انه مات على الصليب وهو يكفر عن خطايا البشر. و قهر الموت و قام من بين الاموات في اليوم الثالث. ويسمى عيد القيامة عندهم. عكس ما يظنه المسلمون، بأنه شبه لهم بأن المسيح الذي انصلب لكن بدل من ذلك الذي انصلب هو يهوذا الاسخريوطي الذي سلم المسيح للرومان. هذا رأي المسلمين.
تتلمذ على المسيح اثني عشر تلميذ . منهم اربعة ( متى, مرقص, لوقا, يوحنا) كتبوا الأنجيل المقدس لدى الديانة المسيحية. وهو عبارة عن قصص و وعاظ ومعجزات. ويقال بوجود انجيل خامس هو انجيل برنابا. الذي يعارض الأناجيل الأربعة. زعماً بتحريفها. وصدق انجيل برنابا, لقرب محتواه من الأسلام.
اما الدين الأسلامي فقد جاء بعد المسيحية تكملة له مثلما جأت المسيحية تكملة للأسرائيلية او اليهودية ع حد تعبير. 
الاسلام بداء على يد محمد ابن عبدالله استكمالاً لرسالة عيس الذي اكمل رسالة موسى الذي اكمل رسالة يوسف الذي اكمل رسالة يعقوب الذي اكمل  رسالة ابراهيم الذي اكمل رسالة نوح...وصولاّ لأدم ابو البشر وال ١٢٨ الف نبي جاء يبشر بالأله الواحد احد. ال ١٢٨ الف نبي أمن بهم الاسلام كأنبياء اوحي اليهم ان ينشروا دين الله و معرفة الله على اشكاله.وكل منهم يلغته و اساليب عصره. فكما ذكرنا موسى مثلا كانت معجزته السحر. لان في زمن فرعون ان السحر والشعوذه هي الغالبة. وفي زمن عيس كثرت الأمراض والأوبئة فكان عيس يحي الموتى و يشفي المرضى. بعدها محمد الأمي اليتيم. جاء في عصر الجاهلية في الجزيرة العربية. عصر كان السائد فيه الشعر والبلاغة و التجارة. فأنزل الله على محمد ملاكه جبرائيل يوحي إليه و انزل عليه القرآن مصداقاً. ويؤمن المسلمون بأن القرآن هو كلام الله. و الأعجاز انه انزل على فتى أمي. محمد نشر الاسلام بطريقة سرية و علنية بحسب ظروف المكان. الى ان اقام دولة اسلامية دينيا و سياسياً. الاسلام ينقسم الى ٧٢ طائفة. كل طائفة لديها اسلامها الذي فهمته بشكل ما. وتعمل على اساسه. لكنهم يشتركون بالتوحيد والنبوة والمعاد. ويختلفون بالعدل و الأمامة.
وعليه الاسلام لانه اخر الاديان السماوية و نبيه محمد اخر الأنبياء كانت الشربكة الدينية هنا. وكغيره من الدين الزمن كان كفيل ان يغبر على اثارة الأصلية و يتحور بحسب الحاجات والمصالح. بالاسلام جرى  فتوحات  وحروب خاصة بين الطوائف الاسلامية واشهر اختلافاتهم هي الخلافة بعد الرسول.

لا تزال كل هذه الاديان و غيرها لم اذكرها ( كونفشيوسية، الويكا، الطاوية، الشنتاوية.. موجودة في بلادها مختبئة في صوامعها في كنائسها تحت قببها في اكواخها. متكوكعين هم وألهتهم العملاقة المصنوعة من الذهب و الخشب. مع احترامي الكامل. 
من هنا كان علي ان اكوت مختصر جداً بالكلام عن الأديان لان موضوع البحث ليس الاديان. بالأضافة ان الاسهاب والانفراد في الكلام عن الأديان بعقائها و ألهتها وشرائعها و كتبها ينتج عنه مجلدات بموسوعات ضخمة. لكن عرضي لها هو لتقريب لك الفكرة بان الدين بجوهره جاء ليحمي الحريات و وضع حدود في العلاقات و كبح الشهوات و تنظيم الحضارة. هذا دورها الإجتماعي. تاركاً دورها الديني لأرباب الدين.


من هو 
الملحد؟

من الأفضل أن اسميه لا ديني. لأن لفظ ملحد لفظ قاسي بعض الشىء بالرغم من ان اللادينيين يطلقونه على انفسهم. وايضاً بأعتقادي ان الالحاد هو ايمان. مثل العلوم دين الملحدين. اي انهم مؤمنين بمنهج.
كلمة ملحد مشتقى من لحد. اللحد هو تابوت الميت. اذا بتفكر سريع يمكن الإستنتاج بان اللاديني هو برأي من اطلق التسمية انه انسان ميت بلا دين.
الفكر اللاديني قديم قدم البشرية. فكما ظهر لدينا اشخاص متدينين ظهر لنا اشخاص وفلاسفة يونان خاصتاً لا دينيين. 

اللا ديني هو انسان، اتخذ على عاتقه ان يتبع الدليل لأين يرشده كما قال ارسطوا. وانه بالعقل وحده يحيا الأنسان و يكتسب علومه ومعارفه. فكانت الاسئلة الأوليه. من ؟ و لمتى؟ ولأين المسير؟ ة برز بين فلاسفة اليونان، فلاسفة شكيين و منكرين لكل شىء. كأول درجات اللا دينية. امثال انكسوجوراس الذي قال بأستحالة وجود شىء. وان وجد شىء، لا يمكن ان نثبته لانه ليس هناك شىء موجود. واذا حصل و وجد شىء فلا يمكن نقل المعلومة. لانه ليس هناك احد لتنقلها إليه. انكر وجود اي شىء حتى وجوده. و فلاسفة اخرين كثر اتخذوا الحواس ادوات للمعرفة. كمدرسة حسيه. لكن سرعان ما باتت الحواس غير موثوقة. لان الحواس تغش و تخدع. ولا تظهر حقيقة الشيء. بعدها انتقلت المعرفة للمنحى العقلي و المدارس العقلية مع عصور التنوير الأولى. فأدخل العقل والتحليل ميدان المعرفة والتعرف على الوجود والأشياء. امثال ديكارت. الذي اعتبر التفكير دليل على الوجود. بعدها الفلسفة دخلت المعترك التجريبي والشكية اخذت مجدها هنا. حيث كان جون لوك و ديفيد هيوم من انصارها. لوك كان صاحب نظريات المعرفة الأبستملوجيا. الذي اعتبر الأنسان يولد ولا يعرف شيئاً. (صفحة بيضاء ) و يبداء المجتمع بتعليمه و تلقينه. اما هيوم فكان يقول بأن اي شيء لا تراه فأنساه. وكان صاحب نظرة للبحث عن العلل والمعلولات. اذا انه يملك مثل يكول فيه. ان النار ليست العلة للغليان. اذ انه لا بد من وجود رابط ما بين النار و المعدن الذي يحيط بالسائل المغلي.
بإختصار عجلة التفكير والتطور الفكري منذ الشكيه الاولى و تكوينات الطبيعة الاربعة الى التجريبية وما بعدها، كلها مدارس اعطت دفعة للعلوم بأن يبذغ فجرها. 
وبطبيعة الحال هؤلاء كانو لا دينيين. اذا انهم انكروا ما لا تراه العين و اعطوا المجد كل المجد للتجربة و الحواس. تاركين اللاهوت والميتافيزيقا جانباً.

ينقسم اللادينين الى ثلاث.
_ الغير مؤمن بأله و قوة ما وراء الطبيعة بتاتا.
_ اللاادري.
_ الربوبي.

الغير مؤمن بإله وقوة ماوراء الطبيعة بتاتاً، هو لا ديني يعتقد وفقاً للدليل الذي اهتدى به بأن الكون جاء من العدم. عبر انفجار كوني وفقاً لقونين الفيزياء. وان الطبيعة تكونت نتيجة تفاعل مواد كيميائية ناتجة عن الانفجار الكبير. مما شكل الأرض التي نعيش عليها. وان الحياة من الذرة الى المجرى قد تكونت بالصدفة دون اي شيء مسبق. وان الحياة على الارض من كائنات و نباتات جأت نتيجة تفاعل مواد كيميائية في بقعة ماء حارة في زمن قصير بعد الأنفجار. وهذه المواد تحتوي على العناصر الكيميائية الكفيلة بتشكيل خلية اولى. وهذه الخليه عبر القرون بدأت تنقسم لتشكل نبات. و النبات يتفرع منها نبات اخر و تحدث عبر التأثيرات مناخية و طبيعة الأرض اشكال جديدة من النباتات..وبرأيه هذا يفسر الاختلاف في نوع النبات.
بعد تكون النبات، تكون النظرية القادمة هي مرور ملايين السنين حتى يتشكل من النبات كائن صغير بكتيري يتكاثر ليصبح ربما عفن و فطريات تتكاثر مع السنين لتصبح يرقة اليرقة تتشرنق فتصبح فراشه، الفراشة بفعل اختلاف العوامل البيئية بعد عصور قد تتطور ويزداد لديها شيء يساعدها على الحياة فتصبح صرصار على سبيل المثال. لكن التغيرات التي تطرق على الكائن عبر السنين تكون تغيرات طفيفة في الصنف لا النوع. الحشرة تبقى حشرة لا تصبح فيل. نظرية اخرى تقول بأن الحياة والخلية الاولى قد بدأت بالماء. ذات الطرح القديم لكن الخلية تنقسم و تشكل كائن مائي صغير مع السنين يصبح اكبر، يحمل زعانف لان طبيعة بيئته تحتم عليه الحصول على ما يمكنه من النجاة. وبعد قرون قد يصبح سمكة و السمكة بفعل التغيرات البيئة والمناخية تضطر الى الاقتراب من الشاطيء، وهنا تبرز لديها بعد مرور الزمن طرف عضلي قد يخولها بعد زمن ايضاً ان تصبح برمائية و تطور اكثر لتصبح ضفضع...وهكذا دواليك حتى نصل لسلالة القرود. ىالقرود تنقسم الى مراتب بحسب شجرة العائلة خاصتهم. لكن النظرية الداروينية تقول بأنه بعد تطور هذه الحيوانات وصولاً للقردة والتي تشترك مع الانسان بذات الأجهزة الفيزيولوجية كافة من عصبية و هضمية و عظمية و عضلية و جنسية. و هرموناتهم وجيناتهم الوراثية. لكن الانسان يختلف عنهم بجينات وراثية طفيفه. هذا ما زرع الشك في انه هناك حلقة مفقودة بين الأنسان الحالي و القردة. لكن الدروينين يقولون بأننا اولد عم. هذا ما يعتقده اللادينين بشكل مختصر جداً عن نشأت الحياة. 
يبقى الأشارة بأنه بالاضافة لأثبات الدليل لديهم بأن الكون تحكمة قوانين رياضية. وانبثق من العدم بالصدفة. فأنه لا يحتاج أله خفي.  كان لديهم رأيهم الإجتماعي واشكالاتهم التي تدفعهم لنبذ فكرة وجود خالق للكون. الا وهي:
_ ان الحضارات تعاقبت وفقاً لعادات و تقاليد قبائلية. اذا انهم كانو قبائل و تعلموا عبر التجربة و شكلوا الشكل الحالي للحضارة.
_ معاضلة الأله الخير وسط الحروب و الشرور التي تفتك بالبشر. ( انطوني فلو *  سابقاً * و دوكنذ و فولتير و برنارد راسل..)
_ تفسير الحياة البشرية وتشكيلها لأفكارها و ميثولوجياتها بالطرق النفسية و التحليلي. ( الطوطم والحرام_ فرويد ). 

_ ما حاجة البشر لأله وكل شيء موجود وقيد التنفيذ.
_ عبثية الحياة و الموت. و فقدان المعنى للوجود.

وغيرها من الأسباب التي دفعت البشر  للتخلي عن فكرة الأله الواجد للوجود. واتباع مناهج المادية. وان الوجود منذ الانفجار الأول للإنفجار النهائي و عودة الكون لشكله السابق والفناء هو من صنع الصدفة التي تقولبت بشحل قوانين فيزيائية.

اللا أدرية. هي فئة تتأرجح بين اللادينية وافكارهم العلمية. و بين الدينية و معتقداتها الغيبية. فهوا لا ادري. شكي. لا يعلم اذا كان هناك أله او لا. و يقول بصريح العبارة بأن الكون موجود ها هو بقوانينة المرهفه. لا يهمني ان كان هناك اله او لا. فله عالمه ولي عالمي. لن يتخل بعالمنا على اي حال. وكما يقول ارسطوا. ( الله هو المحرك الأول للكون. حركة و تركه مع القوانين الطبيعية و ذهب يستريح). او كما شبهه ريتشرد دوكنذ الملحد ( صانع الساعات الأعمى ). اذ انه صنع الكون وحرك المفتاح وتركه . طبعاً دوكنذ غير مؤمن ابداً بوجوده. لكنه ضربه مثل لو كان موجود.
الربوبي. الربوبي هو انسان يؤمن بإله. ويؤمن بأنه الخالق و المصمم الذكي للكون. ويؤمن بإلهيته. لكنه لا يؤمن بشيء سواه. اي انه يعلم ان هناك اله. ويبجله. لكنه لا يؤمن بأن هناك انبياء ولا معجزات و لا تدخل إلهي. الهم الا اذا حدث حادث فيتدخل لأصلاحه. وقد لقبه نيوتن الربوبي حينها بإله الثغرات. 

الخلاصة.
ان اللادينيين هم اشخاص لا يؤمنون بوجود ذات خارقة للطبيعة تتحكم فينا و مسؤولة عن اي شيئ. بكل كله  ثمرة اعمالنا. نحن المسؤولين عنها. وان الطبيعة صنعت نفسها بنفسها و وضعت قوانينها خاضعة لقوة عمياء. وان الكائنات مشتقى بعضها من بعض بطريقة تطورية عبر القرون. و نحن نحيا و نفنا مثلنا مثل الكائنات الباقية. ودورة الحياة تتعاقب.

من هو المتدين؟

اعزائي، المتدين هو الأنسان يدين لله بكل الوجود. بحياته و مماته. في مأكله ومشربه وفي حركته. هو عكس اللا ديني. 
المتدين باختلاف دينه يؤمن بأن الأله خلق الكون من العدم. وهذا بحسب معتقدات كل دين من الاديان المذكورة سابقاً. لكنهم يؤمنون بأله او اكثر ايضاً.
علي سبيل المثال سأضرب مثل على ديانتي. الأسلام.
المسلمون بطوائفهم يؤمنون بأن الله، واحد أحد، صمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً احد. و يؤمنون بأنه خلق الكون في ستة ايام ثم استوى على العرش.و خلق الأنسان من تراب ونفخ فيه من روحه. وان الأنسان الأول كان آدم و زوجته حواء. الذين كانا في الجنه حيث اغواهم الشيطان. هو مسبب الأسباب و العلة الأولى. ويؤمنون بأن محمد رسول الله وخاتم الأنبياء. اوحى اليه الله وهو في غار حيراء. ويؤمنون بالحياة بعد الموت. وان بعد الموت هناك حياة اخرى. يسمى عالم البرزخ، وتلقي الأرواح. كما انه كان هناك عالم سابق للحياة اسمه عالم الذر. والمسلمين عامتاً متفقين على ان عدوهم الشيطان، الذي عصى الله و توعد بإغواء البشر. 
الأسلام الألهي كم يدعي المؤمنون هو دين الرحم والمحبه و الأخلاق. لكنه دخل عليه عبر الخلفاء الذين حكموا في العصور الأسلامية تحريفات حيناً وتسيس حيناً اخر. وبات الأسلام اسلام محمد واسلام قيصري. ( اعطوا لله لله، واعطوا ما لقيصر لقيصر ) فشابته المصالح والحروب تحت راياته حتى قالوا بأن دين الله قد تحرف و تبدل. وانقصموا طوائف وملل.
بإختصار لا اعلم ما اقول بمن تثق وسط هذه المعمه والمتاهه. كل ما يمكن ان تفعله ان تتمسك بحبل الله فربما تنجوا . وتعيش حياتك محب لله و ان تلملم بقايا دينك العالقه و تتقوقعىفي سلام.
في النهاية، لا يشمت في المسلمين احد فكل ادياننا تشوبها شوائب. ما الطف عبادة اله من عباد ألف اله.

لو كنت  ملحداً .

ان كان علي أن اسأل هذا السؤال، وانا المدعي اننا نقبت منذ بلوغي حول الدين و فنته و حاولت ربطه بالعلوم. كان علي ان اسأل نفسي. ماذا لو كنت ملحداً؟. اسأل نفسك هذا السؤال عزيزي المؤمن. وان كنت متيقن من دينك ومتمكن فيه. اسأل نفسك. ( لو كنت ملحداً، كيف سأكون؟) اعتبره مجرد اختبار لصرحك الديني. واكتسف ما هي الأشياء التي حرمك منها الدين او منعك من فعلها وانت تطوق لها. بالنسبه لي الأمر سيكون كالتالي: 
لو كنت ملحداً و سألني احدهم على البار وانا احتسي الخمر كأساً تلو الأخر. حول كيف اصبحت ملحداً. سأبتسم بحرقة و واختناق و انقل الكأس من يد ليد و الدمعة عالقة في جفوني واقول له. يوماً ما كنت أحب الله. كنت عبداً صالحاً لكني كنت عبداً. كنت احب الدفاع عنه و كنت اموت حرقة عندما اعجز عن الدفاع عنه. كنت المثل الأعلى لكل من يسعى لمعرفة الله. كنت لفترة اعرف بالداعية لكثرة دعوتي لمعرفة الله ودينه. كنت اكثر من رجل يتعاطى الدين بل كانت حياتي حول الله والدين و التلذذ بالعشق الألهي. كنت اصرخ فرحاً لأثباته. كنت ادعي الحق المطلق وانه موجود والدليل العلمي العقلي. والقرآن والسنى. لكنه لم يكن هناك. لم يكن عندما تحتاجه. لم يسمع صرختي ولم يدافع عني عندما كنت ادافع عنه. حتى السخرية مني كنت اترجمها انها ابتلاء وان الأنبياء فعلو بهم هكذا و كانو محقين. بذريعة هذه عقبة المتقيين. لكن ليوم ما استيقظت من غفوتي وقلت تباً. الأمر لا يستحق العناء. 
هل تعلم ما يعني ان تكون ملحداً؟ الملحد عليه ان يكون ملحداً عن حق. ملحد قاسي. كيف تكون ملحداً و انساني هذا يصيبني بالغثيان. وقبل اللحادي بيوم كتبت مقال بعنوان ( لو كنت ملحداً ) وكان الجواب.
لو كنت ملحداً كنت سأكسر القوانين. عندما تكون ملحداً تكون قد كسرت قوانين الله فكيف تأسرك قوانين المجتمع!. سأشرب كثيراً حتى اعود زحفاً للمنزل. سأسرق من الناس من كل حد وصوب وما المانع من هذا. من سيمنعني القانون.. تباً ماذا سيفعلون بي سأقتل واغتصب كل من يقف في طريقي. لن ادع فتاة بكر. لما افعل؟ انا لا اؤمن بمن سيحاسبني لاحقاً. حتى القانون ليس ضدي. نعم سأغتصبها و اغتصب امها و ربما اربط والدها واغتصبه. حقاً ما المانع فليس هناك حرام. وما نفع الأنسانية وهي كلمة وضعت للحد من حريتك. انت كرجل قوي لا يؤمن بشىء سيحاسبه او قوة غيبية قوية ما المانع من ان تعيش كما تريد. وان تتسلق على البشر. وما حاجتك للشفقه؟ شفقة لمن؟ لعاجز! اتركه يكفي انه عاجز! ربما تدفعه عن التل خير له ان يموت من ان يعيش عاجز. ربما تلقيه عن المبنى سيكون ممتع ان تعرف اذا يمكنه الطيران. الشفقه تعني العاطفيه..الويل لكم ايهل المشفقون اليوم لأنكم ستخسرون المتعه غداً. عندما اكون ملحداً اؤمن بأي شيء، فالناس عندي سواسية، سأسنان المشط. سألعب قمار حتى اخسر وبعدها اتلصص على ثري اقتله و اخذ نقوده والعب قمار ايضاً. ستقول لي والشرطة ما وظيفتها. تباً لهم وان سجنوني سأقتل زملائي بالسجن. و ربما اداعبهم و نقيم علاقات جماعية. ارجوك قل لي من سيقول لك لا تفعل. كملحد! لن احزن على شيء. لا شىء يعني لي. سأشرب حتى افقد السيطرة واخرج للشارع. اقتل هذا و اغتصب تلك حتى الموت ربما بحسب حاجتي لها. لو كنت ملحداً. سأدخل للمسجد و استمني امام رجل الدين و اضحك اركل المصلين هم يصلون. وادخل الكنيسة و اخطب بهم بأنهم مزيفون وانهم سرقوا دينهم. دين المخنثين والضعفاء. وسأسذ صليبهم الأعظم الهرائي. لو كنت ملحداً سأفقد المعنى لوجودي. سأكون بلا معنى. انسان يبحث عن شىء غير موجود. فلا وطن يعني لي. ولا اهل يهمونني. ولا اصديقاء اؤمن بهم. لو كنت ملحداً سأتعامل مع العدو و اساعدهم في تدمير المنازل على اصحابها و خاصه الأطفال. ما النفع من الطفولة البأسه بلا معنى. انا اريحهم من الضياع المستقبلي. انهم مجرد كائنات تطورة مثلي من طفرة بالصدفة تكونت من حيوانات ونباتات من تفاعلات كيميائية نتيجة انفجار كبير. كلنا لا شىء يميزنا عن اي شىء اخر. ولدنا من ذات السلالات. لن اهتم لقبر امي ولا لأمي. انا فانيه الأن وما نفعها على اي حال. ان الدين وحده من يصنع لك حدود وقوانين. لكن بدونه انظر لي! انا حر. اعيش على هواي. البارحة كانت لدي ليلى حمراء ههه لقد شربت كثيراً واتيت بعاهرة واغتصبتها حتى النزيف. المسكينه لن تمارس الجنس بعد الأن لأنها تمزقت. لو كنت متدين وفعلت هذا بها سيقولون لكن ( اين ستذهب من العذاب والجحيم ) لكن الأن من سيحاربني. حتى القانون لا يحميها. من سيأخذ بيدها؟ لا احد. ان الأنسان اعتاد على هذه الحياة الرافهه . لكن المجتمع صنع له الدين كفكرة لكي يأسره ضمن حدود وبأن أله سماوي عجوز وضع له هذه القوانين بشكل الواح اسمنتية او كتاب عربي شاعري. عبر انبياء له يحدثهم من خلال شجرة او حجر او وحي. كانت حيلة جميله لأستعباد البشر و انشاء طواطم لهم وتقديم القرابين لها. كلها حيلة ذكيه للأستحواذ على الثروات و تقديم تفسيرات للأسئلة الوجودية الأولى. شعوب تلك الأيام كانت متعطشه للتفسير. تريد اي قشة تتمسك بها خوفاً من الغرق. انظر للأديان احدهم يؤمن بعشرين اله. واخر بأن الله خفي صاحب حكمة. ودين يقو لك الكون خلق في بيضه ذهبية. واله وعد قوم بشىء و خذلهم...الألهة بعدد البشر يا بعد عمري. ما حاجتنا لكائن في يومنا هذا؟ الكون بداء من العدم ونتيجة انفجار عظيم. البشر والكائنات ولدت نتيجة عملية تطور وانتخاب طبيعي منطقية لأبعد حدود. لما الأنكار؟ المجتمعات بنتي نتيجة التجارب والأختبارات و تعاقب الحضارات. يكفي عتهة فكري. متى نفهم ان الله فكرة كانت موجودة. الله كان موجود حينما احتاج ذلك الفلاح للأله يمطر عليه لينبت الزرع. الله كان موجود عندما احتاجوا ابناء الطوطم لطوطم يعبدوه. الله كان موجود عندما احتاجت الكنيسة لبيع صك الغفران.الله كان موجود عندما احتاجوا الأمويين لحكم البلاد بسياسة الجبرية... لكن الأن الله مات. ونحن الذين قتلناه وانتهى. فالنشرب نخبه!
وانا ملحد سأجلس واخطط ماذا بعد. اشرب واخطط. لا املك الكثير من العمر لا ادري ربما. لعلي استمتع قبل العجز. لكن الشوكه فيى قلبي هي فقدان المعنى لأي شىء. العبثيه في الوجود بحد ذاته. الأنتخاب الأعمى. الخليه الأولى التي نشأت بالصدفه. الأنفجار والكون المرهف بالصدفه؟ سأكون الشيطان حينها..واقنع الناس بأفكار ملعونه. لن امل ابداً. كل يوم مغامره جديده. على من ستضحك! انت غريزي. لديك عاهرة داخلك عليك اخراجها والا تعفنت وماتت. داخلنا شياطين. انه عالم تسكته الشياطين بالأحرى. فلما تكون الطري الأنساني، المشفق. ان الله المسيحي مات مختنقاً بشفقته. تعامل مع الناس بطرقة. عليك ان تحطم فكرة المجتمع والدين و الأعراف بمطرقه. وتبني من جديد. تبني مجتمع ذئابي. مجتمع يأكل القوي الأقوى. هذا تبنى الدول و تدور عجلة التطور الحضاري. على احدنا ان يموت ليفسح الطريق لغيره. محمد نبي الأسلام كان ذكي، كان يعلم بأن على احدنا ان يموت ليبني غيره. والدنيا لمن غلب. 
وفي النهاية سأظل انا اشرب الخمر لأنه يميت جسدي خطوة بخطوة. واقيم علاقة فحولية بروحي الوحشية، مع فتاة عذراء. بعدها لربما اقضم شىء من صدرها الصغير لا يهمني. وارميها بعيداً. من قال لحم البشر ليس لذيذاً. حينها اقف امام المرآة وانظر لجسدي العاري الهذيل و اكتشف بأن المعنى مفقود وان الحياة عبثيه، مضاجعة و شراب و قرأه و ملاذات وما هي النهاية؟ ولأين لأصل. هل سأصبح اكبر عالم نفس؟ اكتشف نظريات؟ وماذا بعد؟ اتزوج وانجب اولاد؟ يا للسخرية. ماذا افعل لا شىء. لا معنى ولا جدوا من سليلة الحياة البأسه والمقززه. حياة وموت وكوارث و امراض و عهر و خرافات و شمس حمقاء تشرق بشكل مبرمج وقمر حقير يكشف اسرارنا و نساء عاهرات و رجال صعاليق و شوارع تضج بالأغبياء. ودول تتصارع بأسم الدين . و حيوان يركب على ظهر حيوان غيره و لا يعترف بحيوانيته. و يعيدون ايقاظ مومياء المسيح الكريم المتسامح الشاذ كل سنة. و يعيدون تمجيد هرقل المسلمين الحسين كل سنة الذي مات من اجل اثبات دين والده. وهنا هل ابكي على شجاعته او انه اتبع القطيع؟ وايضاً كل يوم تجدهم يعيدون محاولات احياء الله من بين الأموات وهم الذين قتلوه وقسموا قرابينه على السلاطين و وعاظهم. الا يكفي ألم. وعندها اطلق النار على نفسي و الفناء.  I just died.

لو كنت متديناً.

اعزائي القرأ.  بما انني سابقاً ذكرت لكم كيف يكون الحال ىدون الدين. وهذا لحبذا اثار داخلكم شيء من العجب. او ربما اعتبرتم هذا الوصف مبالغ فيه. لكنه غير مبالغ فيه البته. عندما تفقد المعنى من الوجود وتصبح كل الأمور بلا معنى حقيقي، حينها تصبح غرائزي. ارجوكم. ما نفع الرحمه والعطف و الشفقة والمساواة..انها كلمات دينية. انها طرق لكي لا يأكل الأنسان اخيه الأنسان. انا اتمنى ان اخطأ بهذا الظن لكن لا اعتقد ابداً. اذا نظرنا عن قرب للأنسان و ما الذي يحد من قدرته لأن يفعل العجب فهي القوانين والشرائع. لكن اعطي لحظة حرية و انظر ماذا يفعل الأنسان بأنسانيته. 
في احد الأفلام الأمريكيا، كان هناك يوم واحد ربما في السنة، تقف في القوانين. لا شرطة ولا قانون. هل تتخيل الأن المشهد؟ جثث في الطرقات. مباني تحترق..هذا ما يربط الأنسان القانون. ان كان ألهي او وضعي.

على كل الأحوال، لو كنت متدين جالس في احد المقاهي احتسي الشاي. وجاء احدهم يسألني لما انا متدين؟ سأبتسم و انظر في الكوب واقول له.» متدين ومسلم ايضاً .» يوماً ما كنت ملحداً. لكن الألحاد لا يليق بي. انا اعي انني بحاجة لأله مثلما الكون بحاجة لأله. وانني لن اغلب على عقلي واقول لا يوجد إله.
انظر للكون، للتفاصيل فيه. انظر كيف الشمس والقمر يتعاقبان كل يوم بذات الطريقة. وانظر كيف الارض تدور حول الشمس و حول نفسها من ملايين السنينةدون انحراف يذكر. انظر كيف الارض والكواكب يسبحون جميعاً في المجرة والمجرة تسبح في الفلك. دون كلل او ملل. وبتناسق تام. واذا ما اقتربت سنتمترات الى الشمس ستحترق الارض ولو ابتعدت سنتمرات تتجمد الارض.  لا الشمس مقدر لها ان تدرك القمر و الليل يسابق النهار وكلهم في فلك يسبحون. انظر تركيبة الأرض وكانها خلقت للحياة. الغازات بأعتدال لو زادت قليلا او نقصت قليلاً تأثرت الحياة على الارض. ماذا بالنسبة للغلاف الجوي. طبقة الازون التي تحمينا من اشعة الشمس، كيف الطبيعة الصامته بغبائها علمت ان حرارة الشمس ستؤثر على الحياة في كوكب الأرض واننا بحاجة لغلاف من الغازات التي شأت الصدف ان يكونوا المناسبين لهذا العمل. وان كمية اشعة الشمس التي تدخل هي المناسبة لعملية الحياة على الارض. وتستفيد منها النباتات في عملية التركيب الضوئي. ويحتاجها الانسان كفيتامين ب. وانها موجوده بكمية مناسبة لكي تبخر الماء ولا تجفف مصادر المياه. لحفظ التوازن.
لن اغلب على عقلي واقول ان الكائنات ولدت و لا تعرف شيء او انها تعلمت بالتجربة مع الايام. لانه ثبتت التجربة ان الحيوان يعمل بغريزته. بشكل معقد. هو يعرف الشيء لمجرد انه يعرفه. ولا يوجد وقت كافي لكي تتعلم النملة كيف تخزن الطعام للشتاء. لان مع اول محاولة لأول نملة ستموت من الجوع قبل ان تتعلم حفظ الطعام و ينتهي النوع بموتها. وكيف تعرف النحله ان تبني خليتها بهذا الشكل الهندسي الرائع. او كيف العنكبوت ينسج شباكه بهذا الشكل و اذا عدت و خربته يعود من جديد لنسجه وهو سعيد. او كيف الدجاجة تجلس على بيضها وهنا العجب. اسمع : تقول القصة ان عالم اخذ من مزارع مجموعة من البيض لفقاسة اصطناعية. فقال له المزارع انه سيفسد البيض. لكن الرجل لم يسمعة النصيحة و ذهب، حتى بعد ايام فسد البيض في الفقاسة. فعاد الرجل مسرعاً للمزارع و سأله كيف علمت انه سيفسد البيض؟ فقال له ان الدجاجة لديها تجويفه في صدرها تملك حرارة معينه مناسبة للبيض. و الدجاجة تعلم بشكل ما انها عليها ان تقلب البيض كل ١٥ يوماً لربما هذا الوقت. لانه حينها يكون حدث تغير في البيضة ما بين الصفار و المح داخل البيضه. فالسؤال كيف تعرف الدجاجة هذه للاشياء؟ وعلى اعتبار انها على الخبره. فكم من الوقت احتاجت الدجاجة لتعرف انه عليها قلب البيض كل ١٥ يوم بالظبط. قبل ان تموت الدجاجة دون كتاكيت احياء.و ينتهي النوع. الامر يحتاج لتدقيق علمي لتعلم ان الحيوانات تتصرف بشكل دقيق. وماذا عن الغراب؟ الحيوان الوحيد الذي يحفر و يدفن امواته. بشكل طلقائي يحفر ويدفن و يدمل. والقطة التي تبول و تدمل البول بالتراب علماً منها بانه شيء غير مرغوب.
كيف يبدأ الكون من العدم بهذا الشكل وهو الذي نتج عن انفجار ذري. لذرة بحجم مليمترات و كتلة لا متناهية. تنفجر بتحدث انفجار كبير نتج عنه مجموعة شمسية متزنة كما ذكرنا و قوانين طبيعية بعلب و معلول. و حسابات كونية. ويقول القرأن فيها، الم ترى كيف ان السماوات والارض كانتا رتقاً ففتقناهما. هنا انظر للفتق والرتق. وقارن بينها وبين الانفجار الذري. الكون يا عزيزي نظام متكامل. نظام هندسي صنع مهندس عظيم. خلق كل شيء وقسم الأقدار.  و وضع القوانين بالعدل. فلا تكفر بالميزان الألهي. لعل ما يأتي من ربك هو خير لكنك لا تعلمه الا في أوانه. فيقولون لك إنتخاب طبيعي و إنفجار بالصدفة. انفجار من الطبيعي ان ينتج خراب فكيف ينتج نظام مرهف و صالح للحياة. انا اوافق على نظرية التطور،  التطور الحيواني لا الأنساني. اوافق انه ربما الحيوانات خلقت بالأشتيقاق. يقول الله تعالى، * الا ترجون لله وقاراً وقد خلقكم اطواراً * و يقول. * انزلنا من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء حي *. هذا قد يكون دليل على أن الحياة بدأت بالتطور. او التطوير. بالله خلق الأشياء على مراحل. كخلق الأنسان. نطفى ثم مضعه ثم علقه فعظام فكسونا العظام لحماً. قالوا لك هذا مستحيل لان اللحم قبل العظم. لكن الفكرة انه هناك غضاريف قبل اللحم. والغضاريم تكون الاساس للجسم. وهي موجودة لكن تكونة بشكل طري هلامي في اول الوقت. ولاحقا تصبح عظاماً. المهم، التطور هنا من كذا لكذا. ايضاً في خلق الكون، خلقهم في ستة ايام. لكن كان يمكنه ان يخلقهم في كن فيكون. 
بالأضافه لذلك، انا احب الله. انا ابني صداقة معه. لا يعنين ما يظنه الناس وربما انا على خطأ. لكني ارى في الدين طريق نحو الخلاص. الطريق الفطري الذي يبحث عنه البشر لكنهم لا يدركونه. فكل منهم يهتدي على طريق معين. 
والحديث يطول في المواضيع العلمية التي لا تتعارض مع الدين والأسلام المحمدي الأصيل. فأذا سألتني لما انا متدين سأقول، لأنه هناك. فكيف اغلب على عقلي. نور السماوات والأرض. من سواه يهدي الى طريق السعادة الأبدي.

ما بين بين.

سأتخيل نفسي على الشاطىء، احتسي الحب اللألهي رشفتاً رشفه. واسأل نفسي من أنا ؟ 
انا لست بملحد..انا متدين.
وانا لست بمتدين..لكنني برأس ملحد. 
سأقتصر الطريق وأصف نفسي بملحد في بحثي. مسلم في ديني. شيعي في مذهبي. صوفي في محبتي. اننا لم اتي بدين اسلامي جديد. لكنني انكر الدين الأسلامي الحالي بشكله الموضوع بين يدينا. انا اؤمن بالله والملائكة و القرأن. ومن بعدهم كل شيء قابل للنقد والبحث. 
انا لا اعتقد بأن الله، يزعجه فتاة بلا حجاب. بالرغم انني افضل الحجاب. لكنه ليس خياري لأحب او لا احب. حسناً الله اعلان وجوب الحجاب بالقرأن. لكن القرار يعود للفتاة. وانا كأنسان علي ان اغض من بصري واعتبرها صديقتي واختي بالأنسانية.
انا لا اعتقد بأن الله يحب السادية في المعاملة بين الناس. ولا يحب أن نكون منزعجين محتدين على كل من لا ينطق بالشهادتين او لا يتبع المسيح او موسى. الله اكبر من هذا. 
اعتقد بأن القليل من الموسيقى والغناء الراقي، لا يزعج الذات الألهية لأن الموسيقى تنشر السلام والرقص يصفي القلوب. الا ما حرمه الله في مجالس الكفر والنفاق والهوى. 
لا اعتقد انه مازال هناك فكرة الأله الذي يسكن الغيم و يحاول مراقبتنا و تسجيل اخطأنا بأستمرار. 
انا احب الله، انظر ابعد من قضية مرض او موت او دمار. ادرك مقتديات الأمر. اجرب ان احيط بالأسباب والعلل لتحريم تلك وذات. وان لا اطلق احكام قاطعة. احاول ان افهم الله في المرتبة الأولى. انا افهم غاياته و أسبابه. و أذا ما فهمت غاياته وأسبابه ، ستأحبه. واذا احببته سأجده اهلاً للعبادة فأعبده. الطريق طويل الى الله، لكن النهاية سعيدة. من قال لكم أن الطريث الى الله تملأه الزهور. انه طريق ملتوي و صخري. لكن بالنهاية عندما تصل وتنظر للطريق الذي قطعته وكم اكتسبت من خبرات و كم وقعت و انتشلت نفسك. ستضحك على كل مآسي و مسرحيات الحياة. الحق اقول لكم. الله موجود حولنا وفي قلبنا وعلى السماعة الأخرى ينتظر الأجابة. لكن للأسف في عالمنا هذا، الخطوط مراقبة. و الموصلين لا يلتقطون اشاراته ولا يبعثون له أشارات. هذا ما جعل دين الله غريب علينا بكل انواعه. فيقال، عندما يظهر الإمام المهدي سيأتي بدين سيعتبره الناس انه جاء بدين جديد. لكنه الدين الإسلامي الحقيقي. دون غبار السلاطين و السياسية الدينية ودون تدخل الطوائف فيه. لذلك انا شبه شكي بالروايات. لانها شبه خرافية، ليس جميعها لكن معظمها. لذلك انا لا اثق بها.
انا لا اعتقد الله لا يحب المحبه بين العشاق. فهو صاحب ايه ( وجعل بينكم موده و رحمه ). وانه لا يقدر المرأة وهو الذي خلقها من جانب آدم لتكون نصفه ومكملته. 
انا لا اعتقد ان الله يقبل الظلم دون سبب. او ان الله يريد منا ان نمشي ونحن عابسواً لا نلطف احد او نغازل احد. انه دين محبه يا جماعة. دين رحمة للعالمين. انه دين من سلم الناس من يده ولسانه. 
وكيف يكون الله أله كئيب؟ اله يحب الحزن، ويحب اللطم و يحب السواد و يحب الضرب والجلد و القتل و الأغتصاب و يحب الثأر و يكره الموسيقى و الفرح و الحب و العواطف.
اعزائي الله اعطانا الحرية الكاملة. التسير في امور الدنيا. وجعل لكل شيء قدره. فمن يعمل مثقال ذره، خيراً يراه. ومن يعمل مثقال ذره، شراً يراه. و كل انسان على نفسه بصيرا ولو القى معاذيرا. هذا قرارنا. نحن نؤمن او نكفر..لكنه بمحبمته الألهي لن يكون رحيم مع من شتمه و كفر به. و هذا ما نحن نفعله ايضاً .  هذا هو العدل.  اعطاء كل ذي حق حقه. من عمل صالحاً فلنفسه. 
انا لست ملحداً بالله. ولا مشرك به. لكنني استعمل عقلي في دراسة الأمور. ولربما انا مخطيء بكثير من الأمور ومصيب في غيرها. لكنني اؤمن بأنني سأتحمل مسؤولية اعمالي. و اواجه الله بها يوم القيامة. و اؤمن أنني سأسئل عن عقلي فيما افنيته وانا اتبع القطيع. لا انا افضل ان اصل لله بقناعتي وليس بقناعة غيري. فكما قلت ( كل انسان على نفسه بصيراً ولو القى معاذيرا).  
أنا الأن مقتنع بضرورة وجود اله للكون. لكنني ايضاً متعاقد مع الله انني اتبع البرهان لأين يأخذني. لن اتردد ليوم من الأيام أن ألحد اذا ما وجدت ما يدفعني. سبق و عاكست التيار بكثير من الأشياء و ما ازال. وربما انا مخطيء جداً. لكنني لن اقول الله فعل بل اقول انا اريد كذا و سأفعله وانا المسؤول عن قراري.

ما اود قوله الدين عندي هو لخدمة الأنسان. لرسم له الطرق. هو هو يختار بحسب الخيارات المتاحة لديه و قدرته على استعمال تفكيره. وان الله عندي أله واحد لا أشرك به احداً. أله محب، و لكنه ايضاً شديد العقاب. محب و غفور لمن يحبونه و معاقب لمن يبغضوه. بيده الخلق وهو على كل شيء قدير.  وان الدين موضوع شديد العمق و الشربكة ليس من السهل الخوض فيه والحصول على نتائج نهائية و صحيحة. لكن الحياة مع الله لها مذاق أخر.

- محمد الأمين







 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النيتشوية...فلسفة لغير زمانها - محمد الأمين

يقول ميشيل فوكو، ثلاثة استط ا عوا تدشين النقد الجذري للحداثة في الغرب وهم: ماركس نيتشه وفرويد. لربما جميعنا نعلم  مدى تأثير فلسفة ماركس الإجتماعية و الإقتصادية على العالم أجمع فمن تحت عباءة ماركس خرجت الإشتراكيّة و ديكتاتورية البروليتارية و هيّئت لبلوغ المجتمع مرحلة الشيوعية التي طالت قارات العالم . كما أن فرويد هو الرائد في إخراج الإنسان من مركزيّته في العالم و زعزعة مكانته بين الكائنات الأخرى إذ أنه سلخ عنه صفة الصفوة ليجعل منه منقاد للغرائز و الرغبات فبذلك يكون قد حطم أوهام الإنسان و أنزله عن العرش .  أما نيتشه و هو موضوع حديثنا، فهو فقيه اللغة الأكثر شهرة وسط المجتمع الفلسفي للذاعة أسلوبه بوصف الفلاسفة وعدائه مع المسيحية و أخلاقها. فبعدما وجه كانط نقد للعقل، و ماركس نقد للرأسمالية و فرويد نقداً للوعي، جاء نيتشه آخذا على عاتقه تحطيم الأوثان الأخلاقية  الضعيفة و نقدها من جذورها و استبدال الألواح القديمة بالألواح الجديدة بضربة المطرقة. معلنًا قيام مملكة الأرض والوفاء للأرض مبشّرًا بالإنسان الأعلى، النّسخة الجبّارة من الإنسان الحاليّ. فبرأي نيتشه ما الأنسان الا شيء...
في آخر جلسة لي لدى المعالج فاجأني بسؤال سبقه صمت مخيف و نفس عميق و إشعال لغليونه و قال.. كيف ستكون النهاية يا عزيزي..نهاية آلامك..و تنفس الصعداء.  النهاية! حتما ستكون سعيدة. هل تظن أن أحدا سيعرف الفرق؟! لا تخدع نفسك لن يشعر بغيابك حقا احد. ولن تؤثر بأحد. موتك سيكون كموت قطرة ماء إرتطمت بالارض أحدثت ضجة و اندثرت ولن يسأل احد، " أين ذهبت تلك القطرة". فالنستيقظ من سباتنا الدوغمائي و ننظر لما مر من حياتنا البشرية.  ان البشر كائنات سافلة متطاولة. ففي عصر الالهة كانوا يمقتونها و يتطاولون عليها و في عصر الملوك اشعلوا ثورات عليهم و في عصر التطور و الثورة الصناعية أصبحوا يتطاولون على الطبيعة. يا لسخافتنا المستدلة و المشدودة خلفنا. هل تعلم..عندما اموت لن يشعر احد بموتي لست شخص ذو قيمة. لا ! لست ذو قيمة. سأنتظر ذلك اليوم الذي ساموت فيه. سأكون مستعدا ولربما اشتري بدلة جديدة من الكتان و ربطة عنق من الساتان. و اشتري حذاء ذو كعب بني اللون. سأمشط شعري بشكل جميل و ربما أضع موسيقى هادئة و أطفئ الاضواء و الضوء فوق راسي. سأغلق الابواب و النوافذ و اكتب اسطري الاخيرة. قررت ان اشتري بوكيه ورد ا...